الموضوع: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
*** زهره تسر الناظرين ***
كانتزهرة حمراءتسر الناظرين...
لا تمل العين مرآها..عبق أريجها يملأالمكان..
ولكنها... أصبحت غيرذلك..
خسارة وألف خساااااارة...
تساقطت أوراقها..واحدة تلوالأخرى...
ولونها بدأ بالشحوب...وريحها ما عاد زكياً مثل سابقعهده..
نعم إنها :
(زهرةالحياء ) ..
أجل والله ..إخوتي متى ما فقدالحياء..انتشر الضد منه تماماً..
جميعنا نرى ونسمع من المناظروالأحاديث مالا يليق بمسلم ..
* ضحكاتها تملأ ممرات السوقوقد إرتدت عباءتها المزركشه..عفواً
بل فستانها الذي يحتاجلعباءة حقاً..
والعطر يفوح منها.. تتمايل يمنة ويسرة..لا تتوانى فيممازحة ذاك البائع..
أواستقبال بلوتوثمجهول..
يرن هاتفها فتكون أرق فتاة على وجه الارض من نعومة صوتها وطيبعباراتها..
لأن المتصل صديقتها....ثم يرن أخرى فتنقلب رأس على عقبويعلو
صوتها بالصراخ والجفاف والتأفف..لأن المتصلأمها!!!
فأين الحياء ؟؟!
* يقود سيارته وصوت الأغانييكاد يصم الأذان..وقد يهز رأسه على أغنيه غربية
أجزم بأنه كالحمار يحملأسفاراً..لا يفقه منها شيئاً..وفي المقابل
صوت الأذان يصدح بالأفق وقديكون في نهار رمضان..
و لا حياة لمن تنادي ..!!!
يخرج من سيارته وليته ما خرج منها..بلباس أشبه برسمكريكاتوري..
بنطال قاب قوسين أو أدنى أن يسقط على الأرض..وقميص تأنأزاريره
من ضيقه..أما عن قصة الشعر فحدث ولاحرج..
تخلى عن أدنى سمات الرجوله...
فأين الحياء ..؟؟!
" صدق رسولنا الحبيب إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت " رواة البخاري
كما جاء في الصحيح أن رجلاً من الأنصار كان يعظ أخاه فيالحياء -يعني:
يقول له: لماذا تستحي؟ لماذا أنت كذا وكذا فقال لهالنبي عليه الصلاة والسلام:
" دعه فإن الحياء لا يأتي إلابخير "
فُقدالحياءعند البعض ونتفاءل بأنهم قلة إنشاء الله...الحياءالذي هو شعبة من شعبالإيمان..
أتعلمون إخوتي ..إن الله بعزته وجلاله وجبروتهيستحي..نعم يستحي..
حيي يحبالحياء..سبحانه وتعالى..
ورد في الحديث عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إنَّ ربكم تبارك وتعالى حييٌكريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ).
رواة الترمذي وابو داود وابن ماجه
- ورسولنا الكريم قد كان أشدحياءً من العذراء في خدرها..
والملائكة أيضاتستحي..
ومما ورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ) رواهمسلم..
قصد عثمان بن عفان رضي اللهعنه..
إذا كانالحياءمن صفاتالله.. والملائكة ..والأنبياء...
أليس حريٌ بنا أن نتحلىبه..؟؟!!
* علّم الصالحون الأول والصالحات قيمة الحياء فكانتلهم
معه تلك الأعاجيب..
تقول عائشة -رضي الله عنها-:
" كنت أدخل البيت الذي دُفن فيه رسول الله صلىالله عليه وسلم متخففة من الثياب وأقول
إنما هو زوجيوأبي, فلما دُفن عُمر بجوارهما تقول: والله مادخلت
إلا مستترة مشدودة على ثيابي حياءً من عُمر " ..
وعُمر يومئذ تحتالتراب دفيناً, فلله درها ما أعظم حيائها ..!!
* وتلك امرأة أخرى تصرع وتتكشف فتصبر على الصرع ولا تجدلها صبراً
على التكشف الذي يعتريها رغماًعنها..
أين وقاحة الغرب والتبرج من حياء تلك المرأة التي سقط برقعهافاستعظمت أن يظهر
وجهها
ولو للحظات عابرة, فجعلتتستر وجهها بكف وتتناوله بالأخرى, فسطّر
شاعر الناس يومئذٍ هذا البيتقائلاً :
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتناباليد
- هذاوالحياءأنواع شتى وصنوف متعددة إلا أنأرقى أنواعالحياء،،هو:
الحياء منالنفس..
قال بعض السلف:
" من عمل في السر عملاًيستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده وقار" ..
إخوتي
كلٌ منّا يحمل في داخله (زهرةحياء )فلنسقيها:
بأعذب معاني الإيمان وتقوى الله حتى يفوح شذاها أينماحللنا..
أخيراً ..نختم هذا الطرح بهذه الأبيات :
فلا والله ما في العيش ٍخير
........................... ولا الدنيا إذا ذهبالحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ٍ
.................. ..............ويبقى العود ما بقي اللحاء ..